عقيدة التجسد ومحدودية العقل البشرى

[size=12]بين عقيدة التجسد  وفكر  الانسان  المحدود   

ينكر غير المسيحيين  على الله انه  يتجسد فى شخص  السيد المسيح  
حسب ايماننا  المستمد من كتابنا المقدس  فى العهد القديم     والعهد الجديد 
ففى العهد القديم    تنبأ  عن تجسده  من  نسل المرأة  
و اضع عداوة بينك و بين المراة و بين نسلك و نسلها هو يسحق راسك و انت تسحقين عقبه (تك  3 :  15)
وعن مولده من  عذراء   لم تعرف رجلا 
و لكن يعطيكم السيد نفسه اية ها العذراء تحبل و تلد ابنا و تدعو اسمه عمانوئيل (اش  7 :  14)
وعن  الفداء الذى  يصنعه الله  بنفسه  من خلال تجسده  
و لكن يعطيكم السيد نفسه اية ها العذراء تحبل و تلد ابنا و تدعو اسمه عمانوئيل (اش  7 :  14)
وفى العهد الجديد  جاء الوحى الالهى  ليؤكد  هذا التجسد بقوله 
و الكلمة صار جسدا و حل بيننا و راينا مجده مجدا كما لوحيد من الاب مملوءا نعمة و حقا (يو  1 :  14)
الله لم يره احد قط الابن الوحيد الذي هو في حضن الاب هو خبر (يو  1 :  18)

لكن المشككين يتصايحون بقولهم  حاشا  ان ينزل الله  ويتجسد فى جسد  بشر وكأن  جسد  الانسان الذى خلقه الله  جسدا حقيرا  او دنسا  فى ذاته  
حيث خلق الله  الانسان فى  كمال وقداسة  على صورة الله  
و قال الله نعمل الانسان على صورتنا كشبهنا فيتسلطون على سمك البحر و على طير السماء و على البهائم و على كل الارض و على جميع الدبابات التي تدب على الارض (تك  1 :  26)

 فالدنس والنجاسة والفساد     أتت على الانسان  عندما فسدت طبيعته  التى خلقه الله عليها   نتيجى تمرده وعصيانه  فانتشر الفساد  من  آدم  وزوجته الى كل الجنس البشرى  كله  ودخل الموت  الى العالم  وتسلط الشيطان على  حواس البشر  
فدبر الله القدوس الفداء والخلاص  من خلاله كلمته الازلى  ( نطقه العاقل أو اقنوم الحكمة  )   بتجسده  واتحاده فى الطبيعة البشرية   فى شخص السيد المسيح 
وحجة المشككين  قولهم    (  تعالى الله  عما يشركون ويشبهون )  
فنحن  لا نشبه  الله  بالانسان   ولم نؤله  الانسان  كى يصير مثل الله 
بل ان عقيدتنا تؤمن بان الله  ليس انسان   أى  فى جوهره  ليس انسان ولا نظير الله  فى الآلهة  جل شأنه   تأيدا للنصوص الكتابية 
فبمن تشبهون الله و اي شبه تعادلون به (اش  40 :  18)
فبمن تشبهونني فاساويه يقول القدوس (اش  40 :  25)
بمن تشبهونني و تسوونني و تمثلونني لنتشابه (اش  46 :  5)
ولكن الحقيقة   ان الله القدوس تنازل وقبل  طواعية  بدافع محبته  الغير محدودة  والغير  متصورة  والفائقة  للبشر  الذين خلقهم  ونفخ فى   نفوسهم  نسمة الحياه  فقد  أبى  ان يهلك الانسان  وأبى     ان تفسد طبيعته  وان يكون  ألعوبة  للشيطان   يتحكم فيها  ويسيطر عليها  كيفما شاء  
لانه هكذا احب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الابدية (يو  3 :  16)
فالفداء مقدم لكل العالم   فى كل زمان ومكان    فمن يقبله ويؤمن بعمل المسيح الكفارى  على الصليب  يحصل على الحياه الابدية ويثبت  فى المسيح  
الذي يؤمن بالابن له حياة ابدية و الذي لا يؤمن بالابن لن يرى حياة بل يمكث عليه غضب الله (يو  3 :  36)

لان هذه مشيئة الذي ارسلني ان كل من يرى الابن و يؤمن به تكون له حياة ابدية و انا اقيمه في اليوم الاخير (يو  6 :  40)

الحق الحق اقول لكم من يؤمن بي فله حياة ابدية (يو  6 :  47)
من ياكل جسدي و يشرب دمي فله حياة ابدية و انا اقيمه في اليوم الاخير (يو  6 :  54)

ولكن المشكلة  ان المشككين يظنون انه بتجسد  الله  فى  صورة  بشرية  يقلل  من قدره  ويحط من جلاله ومكانته  
المشكلة عند  هؤلاء المشككين  تكمن  فى الآتى :
اولا :   يصح  رأيهم  فى ان التجسد  الالهى يقلل من قدر ومكانة الله      لو كان التجسد  رغما عنه  وليس بارادته  ولكن  التجسد  تم باراده الله وسلطانه الكامل وبعلمه  المسبق  قبل ان ينشىء الكون كله  وذلك بدافع المحبة وبدافع انقاذ البشرية  من  الفساد الذى  تغلغل فى جسدها  ولينزع شوكة الموت والهلاك الابدى عن  ارواح  من يموتون  بالجسد  بالقيامة  من القديسين والصالحين والانبياء  
بحسب النبوة  التى قيلت فى العهد القديم
من يد الهاوية افديهم من الموت اخلصهم اين اوباؤك يا موت اين شوكتك يا هاوية تختفي الندامة عن عيني (هو  13 :  14)
وايضا   عن  انتشال الرب يسوع  بعدما صنع الفداء على الصليب لأرواح  الراقدين  على رجاء القيامة   من القديسين والصالحين الراقدين على رجاء قيامة المسيح من  بين الاموات   تنبأ  داود  بقوله 
صعدت الى العلاء سبيت سبيا قبلت عطايا بين الناس و ايضا المتمردين للسكن ايها الرب الاله (مز  68 :  18)
 وعن  نزول الرب  الى الهاوية  وصعوده  بأرواح  الاتقياء  والقديسين من الهاوية   يقول     النبى 
الرب يميت و يحيي يهبط الى الهاوية و يصعد (1صم  2 :  6)

ونرى ايضا كيف فدانا الرب يسوع  وحطم شوكة الموت  الابدى 
من يد الهاوية افديهم من الموت اخلصهم اين اوباؤك يا موت اين شوكتك يا هاوية تختفي الندامة عن عيني (هو  13 :  14

ويمكن ان نرى  مدى  خوف وحزن وحسرة الانسان فى العهد القديم  من نزول  روحه  الى  الهاوية  التى هى الجحيم   عندما  تخرج روحه من جسده  
فنجد ايوب يقول  متألما  
السحاب يضمحل و يزول هكذا الذي ينزل الى الهاوية لا يصعد (اي  7 :  9)
يقضون ايامهم بالخير في لحظة يهبطون الى الهاوية (اي  21 :  13)
ونجد     داود  يترجى الله  بان يبعد  روحه   عن الهبوط  الى الهاوية بقوله
يا رب اصعدت من الهاوية نفسي احييتني من بين الهابطين في الجب (مز  30 :  3)
ثم نجده  يتكلم بروح النبوة   بانه     واثق  ان الله  سيفتدى نفسه من الهاوية 
من خلال  موت وقيامة المسيح  من الاموات  
انما الله يفدي نفسي من يد الهاوية لانه ياخذني سلاه (مز  49 :  15)
لان رحمتك عظيمة نحوي و قد نجيت نفسي من الهاوية السفلى (مز  86 :  13)
  ويتكلم الله  بروح النبوة على  فم داود  يطمئنه  ويطمئن كل نفس بشرية بان الله  قادر  ان ينزل  الى الهاوية     من مجده   كى يحرره من  الموت 
ان صعدت الى السماوات فانت هناك و ان فرشت في الهاوية فها انت (مز  139 :  
وهنا  نجد  ان   اشعيا النبى تنبأ  فرحا ومتهللا عن  قدوم  الفادى الذى  تهتز له  كل  الهاوية    ويستقبله كل ملوك  الارض    واقفين  عن كراسيهم  لاستقبال ملك الملوك  ورب الارباب  الاله المخلص  يسوع المسيح 
وبالفداء  وقيامة المسيح  من الاموات  يمحو الله  صحك الموت  الابدى الذى  كبل  الانسان  
و يمحى عهدكم مع الموت و لا يثبت ميثاقكم مع الهاوية السوط الجارف اذا عبر تكونون له للدوس (اش  28 :  18)
   
ولكن العجيب فى المشككين   انهم لا يفطنون  للغرض الذى  من اجله تجسد الله  كما سبق  وأسلفنا  من خلال  الآيات  الكثيرة 
بل  هم يريدون  ابعاد  فكر التجسد   عن  عقول البشر كى لا يؤمنوا به  حرصا على    عقيدتهم  الشيطانية  من الزوال 
فهل  نستنكر  من ان الله  يقدم لنا الفداء لينقذنا من الهلالك الابدى  لنقول له  كيف ولماذا  وحاشاك  وكلا  ؟     
هل  ننكر على الملك  العظيم  ان يتنازل من سمو مكانته ويرتدى ثيابا عادية بسيطة  مثل ثيابنا  ( التجسد ) ويجىء الى عالمنا المتواضع  المحتاج  للخلاص من براثن الشيطان   ويمشى على ارض  بالجسد  ويأكل ويشرب ويبكى على حالنا  التعيس  ويشاركنا  فى كل آلامنا  ومتاعبنا   ثم  يموت بالجسد من اجلنا  لنرفض  عمله  بدلا من ان نحمده ونشكره ؟

ثانيا :  يصح  مقولة المشككين  فى ان التجسد  يقلل من مكانة الله   لو كان التجسد   يعنى ان الله  تحول الى جسد انسان   لكننا  اسلفنا   بان الله  لم يتحول  وليس فى الاصل انسان    بل هو اتخذ  صورة الانسان أى  اتحد بطبيعته البشرية   فأخذ  صورة بشريتنا    ماعدا  الخطية  
فبمن تشبهون الله و اي شبه تعادلون به (اش  40 :  18)
فبمن تشبهونني فاساويه يقول القدوس (اش  40 :  25)
بمن تشبهونني و تسوونني و تمثلونني لنتشابه (اش  46 :  5)

ثالثا :   تصح مقولة المشككين لرفض التجسد     لو انتى امر المسيح  بالموت فقد  على  الصليب   لما  بقى  للتجسد  أى معنى  او هدف تحقق 
لكن المسيح  قام من بين الاموات منتصرا  بالجسد على الموت  الذى  أذل  كل     البشرية     قام من الاموات    بدون ان يقيمه  احد  قام بسلطان لاهوته حيث  قال   موضحا تلك الحقيقة 
ليس احد ياخذها مني بل اضعها انا من ذاتي لي سلطان ان اضعها و لي سلطان ان اخذها ايضا هذه الوصية قبلتها من ابي (يو  10 :  18
فليس  لاحد  سلطان على نفسه   الا  الله وحده 
ليس لانسان سلطان على الروح ليمسك الروح و لا سلطان على يوم الموت و لا تخلية في الحرب و لا ينجي الشر اصحابه (جا  8 :  

لان لك سلطان الحياة و الموت فتحدر الى ابواب الجحيم و تصعد (الحكمة  16 :  13)

يا ايها المشككين  كيف تستنكرون   على الله  ان يقدم  بمحبة فائقة الخلاص والفداء المجانى  لكم  كيف  ترفضون ؟    

هل  تستنكر على الملك العظيم  اذا  نزل الى البئر  العميق  لينتشلك من  الغرق والموت   كيف يفعل هذا  وينقص من كرامته كملك    وتتسخ  ملابسه ؟

هل  من يعطيك  من دمه  لينقذك  من  الموت  أو  يعطيك  قبلة الحياه   تلومه  او تعتب عليه       أم  تجله وتشكره ؟  

   ألا  تعقلون ؟




[/size]

!!!!!!!!!!!!!! ..هل سيدخل مسيحى النار ام كافه الذين امنوا بالرب يسوع يدخلون  الفرودس مهما كانت ذنبهم